كلمة أخطلُ حملها شاعران عربيان لهما وزنهما في الشعر العربي فماذا تعني و من هما هذان الشاعران
كلمة أخطلفي معجم اللغة العربية المعاصر جمع خُطْل ، مؤ خَطْلاءُ ، جمع مؤ خطلاوات وخُطْل :
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خطِلَ / خطِلَ في .
2 - طويل الأذنين مسترخيهما .
1. أخطلَ في يُخطل ، إِخْطالاً ، فهو مُخْطِل ، والمفعول مُخْطَل فيه :
• أخطل في كلامه خطِل فيه ، أخطأ ، أفحش ، تكلَّم كلامًا فاسدًا .
2. كما وردت في المعجم الرائد
أخطل . ( خطل ) جمع : خطل ، - مـؤنـث : خطلاء . :
ذو « الخطل » ، وهو الكلام الفاسد المضطرب . 2 - طويل الأذنين مسترخيهما .
و قد حمل هذا اللقب شاعران عربيان معروفان هما :
الأخطل الكبير : غلب هذا اللقب على الشاعر غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة التغلبي الوائلي لسفاهته وسلاطة لسانه. ويقال إن أمه لقبته في صغره بدوبل، وهو الخنزير الصغير، وقد عيره جرير بهذا اللقب. ولد عام 19 هـ، الموافق عام 640م، وهو شاعر عربي ينتمي إلى بني تغلب بن وائل بن ربيعة، وكان نصرانياً، وقد مدح خلفاء بني أمية بدمشق في الشام، وأكثر في مدحهم، وهو شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. وهو أحد شعراء النقائض جرير والفرزدق والأخطل.
نشأ في دمشق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره. وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة . نظم الشعر صغيرا، ورشحّه كعب بن جعيل شاعر تلب ليهجو الأنصار، فهجاهم وتعززت صلته ببني أمية بعد ذلك، فقرّبه يزيد، وجعله عبد الملك بن مروان شاعر البلاط الرسمي. برع الأخطل في المدح والهجاء ووصف الخمرة، ويتهمه النقاد بالإغارة على معاني من سبقه من الشعراء، والخشونة والالتواء في الشعر والتكلّف أحيانا، وهو في نظرهم شاعر غير مطبوع بخلاف جرير، ولكنه واسع الثقافة اللغوية، تمثّل التراث الأدبي وأحسن استغلاله.
توفي الأخطل في السبعين من عمره سنة 92 هـ، الموافق عام 710م، في السنة الخامسة من خلافة الوليد بن عبد الملك.
من أشهر قصائده رائيته في مدح عبد الملك بن مروان و هي طويلة حوالي 50 بيتا تضمنت النسيب و المدح و الهجاء لجرير و الفرزدق :
خَفَّ القطينُ، فراحوا منكَ، أوْ بَكَروا
وأزعجتهم نوى في صرفْها غيرُ
كأنّني شارِبٌ، يوْمَ اسْتُبِدَّ بهمْ
من قرقفٍ ضمنتها حمصُ أو جدرُ
جادَتْ بها مِنْ ذواتِ القارِ مُتْرَعة ٌ
كلْفاءُ، يَنْحتُّ عنْ خُرْطومِها المَدرُ
لَذٌّ أصابَتْ حُميّاها مقاتِلَهُ
فلم تكدْ تنجلي عنْ قلبهِ الخُمرُ
كأنّني ذاكَ، أوْ ذو لَوْعة ٍ خَبَلَتْ
أوْصالَهُ، أوْ أصابَتْ قَلْبَهُ النُّشَرُ
شَوْقاً إليهِمْ، وَوجداً يوْمَ أُتْبِعُهُمْ
طرْفي، ومنهم بجنبيْ كوكبٍ زُمرُ
حثّوا المطيّ، فولتنا مناكبِها
وفي الخدورِ إذا باغمتَها الصوَرُ
يبرقنَ بالقومِ حتى يختبِلنهُمْ
ورأيهُنَّ ضعيفٌ، حينَ يختبرُ
أما الأخطل الثاني أو الأخطل الصغير: وسبب تسميته بالأخطل الصغير اقتداءه بالشاعر الأموي الأخطل التغلبي . هو بشارة عبد الله الخوري ولقب أيضا بـ "شاعر الحب والهوى" و"شاعر الصبا والجمال". ولد في بيروت عام 1885، وتوفي فيها بتاريخ 31 يوليو 1968. , تلقى تعليمه الأولي في الكتاب ثم أكمل في مدرسة الحكمة والفرير وغيرهما من مدارس ذلك العهد. يمتاز شعره بالغنائية الرقيقة والكلمة المختارة بعناية فائقة. له عدة الدواوين الشعرية منها :
ديوان الهوى والشباب عام 1953.
ديوان شعر الأخطل الصغير عام 1961.
وصلت شهرتة إلى الأقطار العربية، وكرم في لبنان والقاهرة
في حفل تكريمه بقاعة الأونيسكو ببيروت سنة 1961
كان قد تسلم مسئولية نقابة الصحافة في العام 1928.
أنشأ حزبا سياسيا عرف باسم حزب الشبيبة اللبنانية، وانتخب رئيساً لبلدية برج حمود عام 1930.
غنى قصائده مجموعة من الفنانين العرب منهم : محمد عبد الوهاب ووديع الصافي وفيروز وفريد الأطرش.
من قصائده الجميلة :
بَلّغُـوهَـا إذا أتَيْتُـمْ حِمَـاهَـا
أنَّنـي مُـتُّ فِي الغَـرَامِ فِداهَـا
وَاذْكُرُونِـي لـهَا بِكُـلّ جَمِيـلٍ
فَعَسَاهَـا تَبْكِـي عَلـيَّ عَسَاهَـا
وَاصْحَبُوهـا لِتُرْبَتـي، فَعِظامـي
تَشْتَهـي أنْ تَـدُوسَهَـا قَدَمَاهَـا
لَمْ يَشُقْنـي يَـوْمُ القِيامَـةِ، لَـوْلا
أمَـلـي أنّنـي هُـنَـاكَ أرَاهَـا
وَلَـوَ انَّ النَّعِيـمَ كـانَ جَزَائـي
فِي جِهادي وَالنّارَ كانَـتْ جَزَاهـا
لأتَيْتُ الإلَـهَ زَحْفـاً، وعَفّـرْتُ
جَبينـيَ كَـيْ أسْتَمِيـلَ الإلَهَـا
وَمَلأتُ السَّمَاء شَكْـوَى غَرَامـي
فَشَغَلْـتُ الأبْـرَارَ عَـنْ تَقْوَاهَـا
وَمَشَى الحُبُّ في المَلائِـكِ، حَتّـى
خَـافَ جِبْرِيـلُ مِنْهُـمُ عُقْبَاهَـا
قُلْـتُ: يا رَبّ، أيُّ ذَنْـبٍ جَنَتْـهُ
أيُّ ذَنْبٍ لَقَـدْ ظَلَمْـتَ صِبَاهَـا
أنتَ ذَوّبْتَ في مَحاجِرِها السّحْـرَ
وَرَصّعْـتَ بِالـلآلـىء فَـاهَـا
أنْتَ عَسّلْتَ ثَغْرَها فقُلوبُ النَّـاس
نَـحْـلٌ أكْمَـامُهَـا شَفَتَـاهَـا
أنتَ مِنْ لَحْظِهَا شَهَـرْتَ حُسامـاً
فَبَـرَاءٌ مِـنَ الـدّمَـاء يَـدَاهَـا
رَحمـةً رَبّ، لَستُ أسـألُ عَـدْلاً
رَبّ خُذْني إنْ أخطـأتْ بِخُطَاهَـا
دَعْ سُلَيْمَى تكونُ حَيـثُ تَرَانِـي
أوْ فَدَعْنِي أكُـونُ حَيـثُ أرَاهَـا
من قصائده الجميلة أيضا : ياعاقد الحاجبين التي غنتها فيروز :
يا عاقد الحاجبين على الجبين اللّجين
إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرّتين
تمر قفز غزال بين الرّصيف و بيني
و ما نصبت شباكي ولا أذنت لعيني
تبدو كأن لا تراني و ملء عينك عيني
و مثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني حيّاً سوى رمقين
أخاف تدعو القوافي عليك بالمشرقين